من هم المؤهلون لزراعة الكلى؟ الشروط والفحوصات اللازمة

من هم المؤهلون لزراعة الكلى؟ الشروط والفحوصات اللازمة

Who-Qualifies-for-a-Kidney-Transplant?Conditions-and-Necessary-Tests

تُعدّ زراعة الكلى عملية منقذة للحياة لكثير من مرضى الفشل الكلوي المزمن. إلا أن هذه العملية لا تناسب الجميع، حيث توجد بعض الشروط التي يجب توفرها في المريض للتأكد من أنه سيتمكن من الخضوع للجراحة و التعافي منها بشكل جيد، و أن جسمه سيقبل الكلى الجديدة دون رفضها. في هذا المقال، سنستعرض بشكل مفصل الشروط و الفحوصات اللازمة لتحديد من هم المؤهلون لزراعة الكلى.


من هم المؤهلون لزراعة الكلى؟  الشروط والفحوصات اللازمة

من هم المؤهلون لزراعة الكلى؟ الشروط والفحوصات اللازمة


ما هي الشروط العامة للتأهل لزراعة الكلى؟

قبل الخوض في التفاصيل الطبية، يجب أن نفهم أن قرار زراعة الكلى هو قرار مصيري يُتخذ بعد دراسة متأنية لحالة المريض و تقييم جميع الخيارات العلاجية المتاحة. و بشكل عام، هناك بعض الشروط العامة التي يجب توفرها في المريض ليكون مرشحًا محتملًا لزراعة الكلى:

  • الإصابة بالفشل الكلوي المزمن في مرحلة متقدمة: عادةً ما يكون المرضى الذين يعانون من فشل كلوي حاد غير مؤهلين لزراعة الكلى، حيث يُركّز العلاج في هذه الحالة على معالجة السبب الكامن وراء الفشل الكلوي الحاد. أما في حالة الفشل الكلوي المزمن، فإن زراعة الكلى تُصبح خيارًا مطروحًا عندما تصل وظائف الكلى إلى مستوى منخفض جدًا و لا يستطيع الجسم التخلص من الفضلات و السوائل بشكل طبيعي.
  • الصحة الجسدية الجيدة بشكل عام: يجب أن يكون المريض بصحة جسدية جيدة بشكل عام للتأكد من أنه قادر على تحمل العملية الجراحية و التخدير العام و التعافي منها بشكل سليم. و يتم استبعاد المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة حادة مثل أمراض القلب و الكبد و الرئة و السرطان، حيث تزيد هذه الأمراض من مخاطر حدوث مضاعفات خطيرة أثناء العملية أو بعدها.
  • الاستعداد النفسي و الاجتماعي: تُعدّ زراعة الكلى عملية كبرى تُغيّر من حياة المريض بشكل كبير، لذلك يجب أن يكون المريض مستعدًا نفسيًا للخضوع للجراحة و التعافي منها و الالتزام بتعليمات ما بعد الزراعة. و يجب أيضًا أن يتوفر للمريض دعم اجتماعي قوي من العائلة و الأصدقاء لمساعدته خلال هذه المرحلة.

ما هي الفحوصات الطبية اللازمة لتقييم مدى ملاءمة المريض لزراعة الكلى؟

بعد التأكد من توفر الشروط العامة، يخضع المريض لسلسلة من الفحوصات الطبية الشاملة لتقييم حالته الصحية بشكل دقيق و تحديد مدى ملاءمته لزراعة الكلى. و تتضمن هذه الفحوصات:

  • فحوصات الدم: تشمل فحوصات الدم قياس وظائف الكلى و الكبد و الغدة الدرقية و مستوى السكر في الدم و نسبة الكولسترول و الدهون الثلاثية و تعداد كريات الدم الحمراء و البيضاء و الصفائح الدموية. و تُساعد هذه الفحوصات في تقييم الصحة العامة للمريض و الكشف عن أية مشاكل صحية كامنة.
  • فحوصات البول: تُستخدم فحوصات البول لتقييم وظائف الكلى و الكشف عن وجود البروتين أو الدم في البول، و التي تُعدّ من علامات تلف الكلى.
  • التصوير الإشعاعي: قد يُطلب من المريض الخضوع لبعض فحوصات التصوير الإشعاعي مثل الأشعة السينية و الموجات فوق الصوتية و التصوير بالرنين المغناطيسي و التصوير المقطعي المحوسب. و تُساعد هذه الفحوصات في الحصول على صور مفصلة للأعضاء الداخلية مثل الكلى و الكبد و القلب و الرئة، و الكشف عن أية تشوهات أو أورام.
  • فحوصات القلب و الرئة: يُطلب من المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا أو الذين يعانون من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب و الأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم و السكري و التدخين، الخضوع لفحوصات القلب و الرئة مثل تخطيط كهربية القلب و مخطط صدى القلب و اختبار جهد القلب و فحص وظائف الرئة. و تهدف هذه الفحوصات إلى التأكد من أن القلب و الرئة في حالة جيدة و أن المريض قادر على تحمل العملية الجراحية.
  • الخزعة الكلوية: في بعض الحالات، قد يلجأ الطبيب إلى إجراء خزعة كلوية للحصول على عينة صغيرة من نسيج الكلى و فحصها تحت المجهر. و تُساعد الخزعة الكلوية في تحديد سبب الفشل الكلوي و تقييم مدى تلف الكلى.

ما هي الحالات التي قد تمنع المريض من التأهل لزراعة الكلى؟

بينما تُعدّ زراعة الكلى خيارًا علاجيًا فعالًا لكثير من مرضى الفشل الكلوي المزمن، إلا أن هناك بعض الحالات الصحية التي قد تمنع المريض من التأهل للجراحة، منها:

  • أمراض القلب و الأوعية الدموية الحادة: يُعدّ وجود أمراض قلبية حادة مثل فشل القلب المتقدم و انسداد الشرايين التاجية و اعتلال عضلة القلب من أبرز موانع زراعة الكلى، حيث تزيد هذه الأمراض من مخاطر حدوث مضاعفات خطيرة أثناء العملية أو بعدها.
  • أمراض الكبد المزمنة: يُعدّ تشمع الكبد و التهاب الكبد الفيروسي من أبرز أسباب استبعاد المرضى من قوائم انتظار زراعة الكلى، حيث تؤثر هذه الأمراض على قدرة الكبد على التعامل مع الأدوية المستخدمة بعد الزراعة و تزيد من مخاطر حدوث مضاعفات خطيرة.
  • السرطان النشط: يجب أن يكون المريض خاليًا من أي نوع من أنواع السرطان النشط قبل الخضوع لزراعة الكلى، و ذلك لأن الأدوية المستخدمة لقمع الجهاز المناعي بعد الزراعة قد تزيد من خطر عودة السرطان أو انتشاره.
  • العدوى النشطة: يجب علاج أي نوع من أنواع العدوى النشطة في الجسم قبل إجراء عملية الزراعة، حيث تزيد العدوى من مخاطر حدوث مضاعفات بعد العملية.
  • الإدمان على المخدرات أو الكحول: يُشترط في المريض أن يكون متوقفًا عن تعاطي المخدرات و الكحول لفترة زمنية محددة قبل الخضوع لزراعة الكلى، حيث يؤثر الإدمان على الصحة العامة و يزيد من مخاطر حدوث مضاعفات بعد العملية.
  • عدم الالتزام بتعليمات الطبيب: يُعدّ التزام المريض بتعليمات الطبيب بشأن الأدوية و النظام الغذائي و ممارسة الرياضة و الفحوصات الدورية من العوامل الرئيسية لنجاح عملية الزراعة. لذلك، قد يتم استبعاد المرضى الذين لا يلتزمون بتعليمات الطبيب من قوائم انتظار الزراعة.

ما هي أهمية التقييم النفسي والاجتماعي للمرشحين لزراعة الكلى؟

لا يقتصر تقييم ملاءمة المريض لزراعة الكلى على الصحة الجسدية فحسب، بل يشمل أيضًا التقييم النفسي و الاجتماعي. و يهدف هذا التقييم إلى:

  • تقييم مدى استعداد المريض للخضوع للجراحة: تُعدّ زراعة الكلى عملية كبرى تتطلب استعدادًا نفسيًا خاصًا من قبل المريض. و يُقيّم الاختصاصي النفسي مدى فهم المريض لمخاطر و فوائد العملية و قدرته على التعامل مع التحديات المحتملة.
  • تحديد مدى دعم المحيط للمريض: يُعدّ الدعم الأسري و الاجتماعي من أهم عوامل نجاح عملية الزراعة و التعافي منها. و يساعد التقييم الاجتماعي في تحديد مدى توفر الدعم العائلي و الاجتماعي للمريض و قدرته على الاعتماد عليهم خلال فترة النقاهة.
  • الكشف عن أية مشاكل نفسية أو اجتماعية قد تؤثر على نجاح العملية: قد يعاني بعض المرضى من مشاكل نفسية مثل الاكتئاب و القلق و الإدمان، و التي قد تؤثر على التزامهم بتعليمات ما بعد الزراعة و تزيد من مخاطر حدوث مضاعفات. و يساعد التقييم النفسي و الاجتماعي في الكشف عن هذه المشاكل و توفير الدعم اللازم للمريض.

ما هي أهمية فريق زراعة الأعضاء؟

لا يقتصر فريق زراعة الأعضاء على الجراح فحسب، بل يتكون من فريق متكامل من الاختصاصيين في مختلف التخصصات الطبية و النفسية و الاجتماعية، منهم:

  • طبيب الكلى: يقوم طبيب الكلى بمتابعة حالة المريض قبل و بعد العملية و التأكد من حصوله على أفضل رعاية طبية.
  • جراح زراعة الأعضاء: يقوم جراح زراعة الأعضاء بإجراء العملية الجراحية و زرع الكلى الجديدة.
  • منسق زراعة الأعضاء: يقوم منسق زراعة الأعضاء بالتنسيق بين فريق الزراعة و المريض و عائلته و توفير الدعم اللازم لهم.
  • أخصائي التغذية: يقوم أخصائي التغذية بوضع نظام غذائي صحي مناسب للمريض قبل و بعد العملية.
  • أخصائي العلاج الطبيعي: يقوم أخصائي العلاج الطبيعي بمساعدة المريض على استعادة قوته و توازنه بعد العملية.
  • الأخصائي النفسي و الاجتماعي: يقوم الأخصائي النفسي و الاجتماعي بتوفير الدعم النفسي و الاجتماعي للمريض و عائلته.

يعمل فريق زراعة الأعضاء بشكل وثيق مع بعضهم البعض لتوفير أفضل رعاية ممكنة للمريض و ضمان نجاح عملية الزراعة.

أسئلة شائعة

إليكم بعض الأسئلة الشائعة حول شروط و فحوصات زراعة الكلى:


1. هل يوجد حد أقصى لعمر المريض الذي يمكنه الخضوع لزراعة الكلى؟

   - لا يوجد حد أقصى لعمر المريض الذي يمكنه الخضوع لزراعة الكلى، حيث تعتمد ملاءمة المريض على حالته الصحية العامة و قدرته على تحمل العملية الجراحية و التعافي منها.


2. هل يمكن للشخص المدخن الخضوع لزراعة الكلى؟

   - يُنصح بشدة بالإقلاع عن التدخين قبل الخضوع لزراعة الكلى، حيث يؤثر التدخين على تدفق الدم و يزيد من مخاطر حدوث مضاعفات بعد العملية.


3. هل يمكن للشخص المصاب بداء السكري الخضوع لزراعة الكلى؟

   - نعم، يمكن للشخص المصاب بداء السكري الخضوع لزراعة الكلى إذا كانت حالته تحت السيطرة، و لكن يجب عليه الالتزام بتعليمات الطبيب بشأن النظام الغذائي و الأدوية و الفحوصات الدورية.


4. كم تستغرق فترة التعافي بعد عملية زراعة الكلى؟

   - تختلف فترة التعافي بعد عملية زراعة الكلى من شخص لآخر، و لكنها تستغرق عادةً من 4 إلى 6 أسابيع.


5. متى يمكنني العودة إلى ممارسة حياتي بشكل طبيعي بعد عملية زراعة الكلى؟

   - يمكن للمريض العودة إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي بعد عملية زراعة الكلى بعد التعافي من العملية بشكل كامل و بعد موافقة الطبيب.

المصادر المستخدمة في كتابة هذا المقال والمقالات الاخرى في مدونة طب:

هذه المصادر نسدخدمها باستمرار في كتابة مقالاتنا: 


إخلاء المسؤولية

تُقدّم هذه المعلومات لأغراض التثقيف و التوعية فقط، و لا تُعدّ بديلاً عن المشورة الطبية المهنية. يُرجى استشارة طبيبك أو مقدم الرعاية الصحية للحصول على المشورة الشخصية و اتباع إرشاداته بدقة.

إرسال تعليق

شركنا بتعليك ومشاركتك للرابط وشكرا على زيارة صفحتنا.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال